اخبار المنظمة

اليمن - قالت منظمة “صحفيات بلاقيود” إن الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت منشأة رأس عيسى النفطية بمحافظة الحديدة، مساء الخميس 17 إبريل 2025، تمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، وقد ترقى إلى مصاف جرائم الحرب بموجب المادة (8) من نظام روما الأساسي، لا سيما في ظل استهداف منشأة مدنية وفرق إنقاذ خلال أدائها لمهامها.
وأوضحت المنظمة، استناداً إلى معلومات تلقتها من مصادر ميدانية وإعلامية، أن الغارات استهدفت الموقع بـ14 ضربة جوية متتالية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، معظمهم من العاملين في الميناء وسائقي الشاحنات وفرق الإنقاذ، التي تعرّضت للقصف أثناء محاولتها انتشال الضحايا، في انتهاك صارخ لقواعد الحماية المنصوص عليها في القانون الدولي.
وبيّنت منظمة “صحفيات بلاقيود” أن القصف مخالفا لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، التي تُلزم أطراف النزاع باحترام مبدأي التمييز والتناسب، وتمنع بشكل قاطع استهداف المدنيين والأعيان المدنية سواء بشكل مباشر أو عشوائي. حيث تنص المادة 48 من البروتوكول على ضرورة التمييز في جميع الأوقات بين الأهداف العسكرية والمدنيين، و تحظر المادة 51 الهجمات التي لا يمكن توجيهها بدقة أو التي تُحدث أضراراً مفرطة لا تتناسب مع المكاسب العسكرية المرجوة.
وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن المنشأة المستهدفة لم تكن تمثل هدفاً عسكرياً مباشراً، وأن عدد الضحايا المدنيين وحجم الدمار الناتج عن الغارات يمثل انتهاكاً واضحاً لمبدأ التناسب، ما يجعل هذا القصف فعلاً قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب المادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، خاصة مع استهداف فرق الإنقاذ، التي يحظر القانون الدولي استهدافها تحت أي ظرف.
تؤكد المنظمة أن الهجوم يشكل جريمة مروعة تُجسد استخفافاً صارخاً بأرواح المدنيين، محمّلة الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة عن الخسائر البشرية والانتهاكات التي نجمت عن هذه الضربات.
ودعت “صحفيات بلاقيود” ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، لا سيما ما يتعلق بحماية المدنيين وتحييد الأعيان المدنية التي لا تمثل أهدافاً عسكرية مشروعة، وشددت على أهمية ضمان سلامة فرق الإغاثة والإنقاذ، واحترام المبادئ الأساسية للعدالة والإنسانية في النزاعات المسلحة.
وطالبت بلا قيود إلى فتح تحقيق دولي عاجل وشفاف تحت إشراف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، مطالبة في الوقت ذاته بوقف فوري للغارات الجوية التي تؤدي إلى سقوط مدنيين، وضمان احترام قواعد القانون الإنساني الدولي في جميع العمليات العسكرية.
وفي ختام بيانها، أكدت “صحفيات بلاقيود” أهمية حماية المدنيين في اليمن، لاسيما العاملين في القطاعات الحيوية والخدمية، وعدم الزج بهم في الصراعات المسلحة، مجددة تضامنها مع أسر الضحايا، والتزامها المستمر برصد وتوثيق الانتهاكات، والعمل على إيصال صوت المتضررين إلى الجهات الدولية المعنية.
صادر عن منظمة صحفيات بلاقيود
18 إبريل 2025