اخبار المنظمة

اليمن - تدين منظمة “صحفيات بلاقيود” بأشد العبارات الجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق الشيخ صالح أحمد حنتوس،
أحد أبرز معلمي القرآن الكريم ومدير دار تحفيظ القرآن في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، والذي تم اغتياله ميدانياً مساء الثلاثاء 1 يوليو 2025، عقب عملية عسكرية واسعة استهدفت منزله وأفراد أسرته، في جريمة حرب مكتملة الأركان، وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني ونظام روما الأساسي.
ووفقاً للمعلومات التي تلقتها المنظمة من شهادات ميدانية موثقة، فقد شنت مليشيا الحوثي عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت قرية المعذب في عزلة بني نفيع بمديرية السلفية، مستخدمةً أكثر من 50 عربة عسكرية مدعومة بتعزيزات من محافظتي ذمار والحديدة. وقد فرضت المليشيا حصاراً خانقاً على القرية، واستهدفت منزل الشيخ حنتوس بقذائف RPG والرشاشات المتوسطة، ما أدى إلى مقتله على الفور، بعد إصابته بعدة طلقات نارية في الرأس والصدر.
كما أسفر الهجوم عن إصابة زوجتة إصابات بالغة، فيما تعرضت والدتها المسنة لإصابات بشظايا متفرقة في أنحاء جسدها، وسط منع متعمد من إسعافهما، رغم تدهور حالتهما الصحية.
في سياق العملية، أقدمت المليشيا على قصف مسجد القرية واستهداف خزان المياه الوحيد في منزل الضحية، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحرمة دور العبادة وللأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي.
ورفضت مليشيا الحوثي تسليم جثمان الشيخ، وقامت باحتجاز كافة رجال القرية، بمن فيهم الجرحى، وفرضت سيطرتها بالقوة على المنازل والممتلكات، في ممارسة جماعية من العقاب الجماعي والتنكيل، تعكس نهجًا ممنهجًا للانتهاكات ضد المدنيين.
وفي تعليقها على الجريمة، أكدت رئيسة المنظمة السيدة توكل كرمان أن مليشيا الحوثي تثبت يوماً بعد يوم تفوقها في ارتكاب الجرائم واستباحة دماء اليمنيين وأموالهم وأمنهم وأمانهم. وأشارت إلى أن استهداف وقتل الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية، يبرهن على أن المليشيا تتصرف بانفلات كامل من أي قيم أخلاقية أو حس بالمسؤولية الوطنية. وأضافت أن خوض الحروب ضد المدنيين المسالمين يُعد عملاً إرهابياً مرفوضاً ومداناً، وأن التاريخ يثبت أن مثل هذه الجماعات الإرهابية لا مصير لها سوى الزوال. وأكدت أن ذكرى الشيخ صالح حنتوس ستظل حية كمصدر فخر واعتزاز، بينما ستظل هذه الجريمة شاهدة على وحشية المليشيا الإرهابية.
تؤكد منظمة “صحفيات بلا قيود” أن ما وقع في قرية المعذب يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي، تشمل القتل العمد خارج نطاق القضاء، استخدام القوة المفرطة، الاعتقال التعسفي، الحصار، القصف العشوائي، المعاملة القاسية، ونهب الممتلكات المدنية. كما يعد احتجاز جثمان الضحية والاعتداء على الجرحى وحرمانهم من العلاج انتهاكاً صارخاً للمادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف، ومساساً مباشراً بالقيم الدينية والإنسانية.
وترى المنظمة أن هذه الجريمة ليست حالة معزولة، بل هي جزء من نمط ممنهج من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، مستهدفة بشكل خاص الشخصيات الدينية والتعليمية، ودور العبادة، والمؤسسات القرآنية، في محاولة لفرض هيمنة فكرية بالقوة وسحق كل صوت مستقل.
تدعو منظمة “صحفيات بلا قيود” المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة، والآليات الأممية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتهم بشكل عاجل وفاعل، من خلال فتح تحقيقات دولية مستقلة وشفافة في جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس والانتهاكات المصاحبة لها. كما تطالب بتوثيق هذه الجرائم بدقة، وضمان محاسبة مرتكبيها أمام العدالة الدولية، وفرض آليات رقابية فعالة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
كما تطالب المنظمة بالضغط الفوري لتسليم جثمان الشيخ حنتوس إلى أسرته، وتمكين المصابين من الحصول على العلاج الطبي العاجل دون أي عوائق أو شروط تعسفية، بالإضافة إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية أسرة الضحية وضمان سلامتهم، نظراً للخطر المحدق الذي يتهددهم نتيجة الاعتداءات والتنكيل الجماعي الذي تمارسه المليشيا بحقهم.
وتشدد “صحفيات بلا قيود” على ضرورة أن يتحرك مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بشكل عاجل وحاسم لاتخاذ موقف واضح يردع هذه الانتهاكات المتكررة، ويضمن عدم إفلات مرتكبيها من العقاب، من خلال تفعيل آليات العدالة الدولية وتقديم الجناة إلى المحاكم المختصة، تحقيقاً للعدالة وحماية للمدنيين وكرامة الضحايا وأسرهم.