كلمات

كلمة توكل كرمان في فعالية ‘التكافل والتعاطف‘ التي أقامتها مؤسسة كيلاش على هامش اجتماعات الأمم المتحدة - نيويورك
أيها السادة، التعاطف ليس مجرد عاطفة رقيقة نشعر بها تجاه المظلومين والمحرومين، ثم ينتهي الأمر دون أثر إيجابي يغير من حياتهم. التعاطف، إذا أردناه أن يكون صادقًا، يجب أن يتحول إلى قوة دافعة ومغيرة، هكذا ينبغي أن يكون.
على التكافل والرحمة أن يتجاوزا كونَهما مشاعر لحظية نبديها بين الحين والآخر، ثم نعود بعدها إلى حياتنا اليومية وكأن شيئًا لم يكن. يجب أن يتحولا إلى استراتيجية إنسانية تملي على القادة كيف يتخذون قراراتهم، وعلى الحكومات كيف تصوغ سياساتها، وعلى المجتمعات كيف تستجيب للأزمات.
التعاطف والرحمة يجبراننا على إدراك إنسانية من يُتجاهلون ويُقصون ويُظلمون:
اللاجئون الفارون من جحيم الحروب، الأطفال المحرومون من التعليم، المجتمعات التي يسحقها الفقر والإرهاب، والأصوات التي أسكتها الاستبداد.
أيها السادة؛
ونحن نعقد حلقتنا النقاشية هذه على هامش القمة العالمية للأمم المتحدة، عن الرحمة والتعاطف، ثمة شعب يُباد أمام أعين العالم: شعب غزة.
مدينة مأهولة بالملايين تهدم على رؤوس ساكنيها. مجازر تطهير عرقي مروعة، لم تُستخدم فيها فقط الأسلحة الحديثة عالية التدمير، بل أيضًا أدوات قذرة من حصار وتجويع وحرمان من الغذاء والدواء، أساليب لم يعد أحد يستخدمها في الحروب منذ العصور الوسطى.
إنها إبادة جماعية تُرتكب تحت سمع العالم وبصره، وستظل وصمة خزي وعار في جبين البشرية لا يمكن أن تُمحى.