الأنشطة

توكل كرمان: التعاطف يجب أن يتحول إلى قوة مغيّرة لا مشاعر عابرة
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أن التعاطف الحقيقي لا ينبغي أن يبقى مجرد شعور عابر، بل يجب أن يتحول إلى قوة دافعة تُغير حياة المظلومين والمحرومين.
جاء ذلك في كلمة ألقتها خلال فعالية "التكافل والتعاطف" التي نظمتها مؤسسة كيلاش على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، حيث شددت على أن الرحمة والتكافل يجب أن يكونا استراتيجية إنسانية تُوجّه قرارات القادة، وسياسات الحكومات، واستجابة المجتمعات للأزمات.
وقالت كرمان: "التعاطف والرحمة يجبراننا على إدراك إنسانية من يُتجاهلون ويُقصون ويُظلمون: اللاجئون الفارون من الحروب، الأطفال المحرومون من التعليم، المجتمعات التي يسحقها الفقر والإرهاب، والأصوات التي أسكتها الاستبداد."
وفي كلمتها، خصّت كرمان بالذكر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرة أن ما يحدث هناك يمثل إبادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع العالم، قائلة: "مدينة مأهولة بالملايين تهدم على رؤوس ساكنيها، مجازر تطهير عرقي مروعة، لم تُستخدم فيها فقط الأسلحة الحديثة عالية التدمير، بل أيضًا أدوات حصار وتجويع وحرمان من الغذاء والدواء."
وختمت كرمان بتأكيد أن ما يجري في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية لن تُمحى، داعية المجتمع الدولي إلى تحويل مشاعر التعاطف إلى أفعال ملموسة توقف هذه المآسي.
وفيما يلي نص الكلمة:
أيها السادة،
التعاطف ليس مجرد عاطفة رقيقة نشعر بها تجاه المظلومين والمحرومين، ثم ينتهي الأمر دون أثر إيجابي يغير من حياتهم. التعاطف، إذا أردناه أن يكون صادقًا، يجب أن يتحول إلى قوة دافعة ومغيرة، هكذا ينبغي أن يكون.
على التكافل والرحمة أن يتجاوزا كونَهما مشاعر لحظية نبديها بين الحين والآخر، ثم نعود بعدها إلى حياتنا اليومية وكأن شيئًا لم يكن. يجب أن يتحولا إلى استراتيجية إنسانية تملي على القادة كيف يتخذون قراراتهم، وعلى الحكومات كيف تصوغ سياساتها، وعلى المجتمعات كيف تستجيب للأزمات.
التعاطف والرحمة يجبراننا على إدراك إنسانية من يُتجاهلون ويُقصون ويُظلمون:
اللاجئون الفارون من جحيم الحروب، الأطفال المحرومون من التعليم، المجتمعات التي يسحقها الفقر والإرهاب، والأصوات التي أسكتها الاستبداد.
أيها السادة؛
ونحن نعقد حلقتنا النقاشية هذه على هامش القمة العالمية للأمم المتحدة، عن الرحمة والتعاطف، ثمة شعب يُباد أمام أعين العالم: شعب غزة.
مدينة مأهولة بالملايين تهدم على رؤوس ساكنيها. مجازر تطهير عرقي مروعة، لم تُستخدم فيها فقط الأسلحة الحديثة عالية التدمير، بل أيضًا أدوات قذرة من حصار وتجويع وحرمان من الغذاء والدواء، أساليب لم يعد أحد يستخدمها في الحروب منذ العصور الوسطى.
إنها إبادة جماعية تُرتكب تحت سمع العالم وبصره، وستظل وصمة خزي وعار في جبين البشرية لا يمكن أن تُمحى.
لمشاهدة الكلمة اضغط (هنــــا)